جوهرة الظــــــــــــــــلام
الساعة تشير الى منتصف الليل ، وسيدة الظلام لازالت مستيقضة .. تحاول استرجاع أحداث اليوم بكل قوة..تحاول تصديق ما أخبرها به ذاك الشاب الذي لم تعرف اسمه حتى ، تحاول تفسير كيف استطاع الوصول الى مخبئها أو كيف عرف الجملة السحرية للوصول لها .. حارت من أمرها اذ كان هذا هو الحوار الذي دار بينهما :
الشاب : احم احم
سيدة الظلام : { موجهة عصاها السحرية نحوه } من ؟ من أنت ؟ ماذا تفعل هنا ؟ كيف دخلت بحيرتي ؟ من تكون ...
الشاب : هوني عليك ، لست هنا لأديتك ، فقط أنا لمساعدتك
سيدة الظلام : ماذا تقصد ؟؟؟
الشاب : بالواقع بطريقة أو اخرى قمتي باستدعائي ، و ما كان علي الا أن ألبي الدعوة
سيدة الظلام : لا أدري من تكون أو ما نواياك ، لكن ارحل قبل أن ينفذ صبري و أتخد خطوة ضدك قد تندم عليها .
الشاب : يبدوا أنك لا تدرين ما تقلين أو مع من تتحدثين ، لكن لا بأس أعذرك سيدتي ، و صدقيني لن تستطيعي استعادة جوهرة الظلام الا بمساعدتي .
سيدة الظلام : ماذا ؟ كيف علمت بالأمر ؟ من انت .....
الشاب : لازلت متسرعة كما قالت عنك الحكايات و الأساطير فغيري سيدتي من طبعك ، أرى أني أطلت الجلوس هنا و لدي ما ينتظرني ، لي عودة أكيد ، لكن حين تتخلصين من شكوكك .. و تأكدي أنك دون مساعدتي لن تصلي مبتغاك ، و ستضل قوتك في تراجع حتى الانهيار .
سيدة الظلام : هل تطلب مني أن أصدقك ، مستحيل ، ارحل أنت و كلامك للجحيم .
الشاب : من الجحيم أتيت و فيه أبقى و اليه أرد كل الأعداء .
كانت هذه جملته قبل أن يختفي ليترك سيدة الظلام في حيرتها تتسائل عن شخصه ، من يكون ؟؟؟
حائرة من أمرها هل تصدقه أم لا ؟؟؟؟؟؟؟
فكرت مليا و قررت أن تأخد أدراجها نحو قصر طريق الموت ، فقد تجد من يساعدها هناك ،شقت الطريق و سط الظلمة التي تسود المملكة و هاهي امام القصر الذي بدى الليلة على غير عادته ،وقفت أمام بابه الكبير و رددت اسمها متبوع بكلمة السر ، فتح الباب و دخلت ، كان القصر هادئا تلك الليلة ، خال من أي خطى آدمية ، تجولت بين أرجائه، لا أحد موجود غير الجدران و الجو الصامت يردد وقع خطاها على الأرض .. قررت الذهاب الى حديقة القصر التي يلجأ لها الجميع حين يرغبون في قسط من الاستراحة فقد تجد احدا ما ، و هي تقترب من الحديقة لاحت الى مسامعها موسيقى و أصوات ظحكات مرعبة قادمة من هناك ، اسرعت في خطاها لاكتشاف الأمر ، ما ان فتحت الباب حتى رأت ما رسم الغرابة و الدهشة على محياها ، كان المكان يعج بالزوار و المخلوقات الغريبة من كل نوع ، أضواء متلألأة ملأت المكان ، و الذي زادها استغرابا و دهشة أنه كان يتوسط هذا الحشد من الجماهير الشاب الذي زارها ، وقفت في مكانها دون حراك تترقب الموقف ، و تتسائل ما الذي يحدث ، و دون سابق انذار اقترب ساكن الأرواح ليحييها و يدعوها للرقص ، لكنها أبت ذلك و سالته عن الذي يحدث ، ليبادلها بنظرة تملأها السخرية : ماذا ألا تعرفين الذي يحدث ، لوحت بيدها وقالت : أجل لا أعرف الذي يحدث و لا افهم ما الذي يفعله ذاك الشاب هناك بينكم ، و كيف سمح لبني البشر الدخول الى القصر .. ضحك ساكن الأرواح وقال: طبعا لا عزيزتي ، لا أحد من بني البشر يمكنه الدخول الى هنا ، و ذاك الذي ترينه أمامك هو مسخ .. صمتت سيدة الظلام برهة و هزت رأسها في تعجب : ماذا ؟؟؟ مسخ ؟؟؟؟ ماذا تقصد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أقصد سيدتي أنه وحش يختفي وراء رداء صورة بني البشر ..
أجابته بكل برود : حسنا شكرا على المعلومة و أستئذنك سيدي اذ ارغب في الانفراد بنفسي ، لكن ساكن الأرواح بدل أن يوافق على طلبها سألها عن السبب و ان كانت تشكو من شيء ، اذ ليس من عادتها الانفراد بنفسها ، لتنظر له بخبث و تقول : كعادتك تأبى الا أن تعرف كل شيئ ، لكن فقط كل ما في الأمر اني أود الانفـــــــــــراد بنفسي و احاول التفكير في بعض الأمور ، حينها لم يكن أمام ساكن الأرواح الا أن يبتعد و يخضع لرغبة صديقته.
تراجعت سيدة الظلام للخلف و أخدت تراقب الموقف من بعيد ، و ها هو هولك يتقدم الى المنصة التي و ضعت في الأمام و يأخد الكلمة : أعزائي المرعبين ، يسعدني أن أشارككم فرحتكم هاته الليلة و يشرفني أن أنادي على حارس الجحيم ليتقدم و يتسلم هديته ، شكرا له على الذي قام به من أجلنا ، شكرا له على تضحيته التي نقدرها اذ من دونه لكان القصر قد غرق وسط لعنة السحرة من بني البشر .
نظرت سيدة الظلام في اتجاه المنصة منتظرة تقدم حارس الجحيم الذي كانت تتلهف لمعرفة شخصه ، اذ كثيرا ما سمعت عن مغامراته تسرد داخل القصر ، و ما هي الا لحظات حتى تقدم الشاب من وسط الجميع متجها نحو المنصة ، و علت أصوات الوحوش من جانبها و التهاليل و الكل يصفق ، غير معقول ، هل هذا هو حارس الجحيم ؟؟؟ هل هذا الشاب المتعجرف هو حارس الجحيم ؟؟؟؟؟ لالالا ، لا أستطيع تصديق الأمر ، كانت هذه هي ردت فعل سيدة الظلام التي خرجت مسرعة من الحديقة و أخدت تركض باتجاه الغرفة التي خصصت لها بالقصر ، دفعت بابها في عنف و ألقت بنفسها على السرير مستغربة كل الذي يحدث ، أكيد الذي تراه مجرد حلم .. { حارس الجحيم أقوى و أحكم من ان يكون مجرد شاب متهور كهذا} كانت هذه هي الفكرة التي تحاول اقناع نفسها بها على ان الذي تراه ما هو الا واحد من بين كوابيسها .. كوابيس ؟؟؟؟؟؟؟؟ لالالا ، كيف كوابيس و أنا لا أملك جوهرة الظلام ، اذ من دونها تظل مالكتها من سيدات الظلام مستيقظة من غير نوم ، و كذلك تفقدها القدرة على المشي في نور النهار ..
قطع حبل أفكارها دقات على باب غرفتا .
سيدة الظلام : من ؟؟؟؟؟؟؟
الصوت : هل بامكاني الدخول .
سيدة الظلام : أجل تفضل .
و دون أن يفتح الباب كان الطارق داخل الغرفة.
يتبــــــــــــــع